الفيسبوك يتجسس علينا

نحتضن جوالتنا لساعات طويلة نقلبها بين أناملنا بكل لهفة وشفقة وقد نقبلها أحياناً عند الضرورة القصوى ، نتصفح من خلالها صفحاتنا ومواقعنا الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي ونتشارك مع الآخرين بكل عفوية وتلقائية ، وقد ندون شيئاً من أفكارنا وعواطفنا وربما نتبسط أكثر ونثق أكثر فنضع شيئاً من تفاصيل حياتنا الخاصة وبعضاً من معلوماتنا الشخصية ، وهنا مكمن الخطر فكل ما ندونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي يصبح هدفاً لمراكز الاستخبارات العالمية وفرصة سانحة للشركات المشرفة على هذه المواقع لبيعها للمعلنين والمسوقين .
وهذا ما أوضحه تقرير تم  نشره في  موقع ( البي بي سي ) العربي بتاريخ 3 يناير 2014م خبراً بعنوان (دعوى ضد فيسبوك لانتهاك خصوصية المستخدمين ) وقد تطرق الخبر إلى أنه تم رفع دعوى بتوجيه أصابع الاتهام إلى شركة فيسبوك التي تدير الموقع الاجتماعي الشهير مستشهدة ببحث حر يقول أن شركة فيسبوك تقوم بمراقبة الرسائل الخاصة بالمستخدمين كما تقول الدعوى أنه عند ارسال أحد المستخدمين رابط الكتروني في رسالة خاصة فإن الموقع يقوم بالاطلاع عليها للتعرف على نشاط المرسل على الانترنت وأشارت الدعوى كذلك إلى أن فيسبوك يطلع على الرسائل لجمع بيانات عن المستخدمين والتربح من خلال منحها للمعلنين والمسوقين .
وحيث أن هذا التصرف ليس غريباً على مثل هذه المواقع الاجتماعية فهي ليست سوى محاضن وواجهات لدوائرالمخابرات العالمية ومصادر معلومات ثرية ومجانية لها ، وفي تقرير آخر نشرته صحيفة ( الجارديان ) البريطانية يوم الخميس تم الكشف فيه عن خطة استخباراتية تسمى ( الدمية ) تقوم فكرتها على السماح بالتجسس على المواقع الاجتماعية التي يرتادها الشباب العرب والمسلمين بكثرة على الانترنت وخصوصاً موقعي ( فيسبوك ) و( تويتر) والتلاعب بهذه المواقع عن طريق استخدام عملاء المخابرات لأسماء شخصيات وهمية للتأثير على المحادثات الالكترونية ونشر الدعاية المؤيدة للدول القائمة على إدارة هذه المراكز الاستخبارية.
وفي مقابلة مع ( جوليان اسانج ) مؤسس موقع ( وكيليكس) أجرتها قناة (روسيا)
في فبراير من العام الماضي  أن موقع «فيسبوك» يعتبر أكثر أدوات التجسس التي ابتكرها الإنسان رعباً في تاريخ البشرية، وأكد أن أجهزة الاستخبارات يمكنها الحصول على معلومات عن أي مستخدم لمواقع الإنترنت الكبيرة في أيّ وقت تريده. وأكد (أسانج) أن موقع (فيسبوك) يعتبر أكبر قاعدة بيانات خاصة بالبشر حول العالم، بما يحتويه من بيانات عنهم وعن أقاربهم وعلاقاتهم وأعمالهم وعناوينهم، والكثير من البيانات الأخرى،
وأمام هذه الحقائق الصادمة فإن الشك يبقى قائماً في أن كثيراً من القضايا الجدلية الخاصة بمجتمعاتنا والتي يتم تداولها عبر هذه المواقع بين فترة وأخرى ربما قد تمت صياغتها وهندسة مضامينها في أقبية وسراديب تلك المراكز الاستخبارية .
ومما يؤسف له والحال هذه أنك لاتزال تجد من يُضمّن هذه المواقع بعضاً من أسراره وتفاصيل حياته ويعتقد أنها في مأمن وبعيدة عن أيدي العابثين والمتطفلين وهو لايعلم أن كل تدوينة أو صورة سيقوم بوضعها في هذه المواقع سوف يتم نسخها ومراقبتها في مكان آخر من العالم .

حسن الشمراني 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

افضل اوضاع المعاشرة لتحقيق الاشباع الجنسي للرجل وللمراة

طريقة اثارة منطقة الجي سبوت G-Spot عند المرأة

فن المص و لحس النهدين